يُمثّل تأمين سلسلة إمدادات المعادن الحيوية أهمية كبيرة وسط الجهود العالمية للتحول في مجال الطاقة، من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050.
وكشفت بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- الدول الـ3 الرائدة في كل قطاع من قطاعات هذه المعادن الإستراتيجية من حيث الاحتياطيات والإنتاج والمعالجة أو التكرير.
ويُشكّل موقع الصين المهيمن بصفته مركز المعالجة الرئيس للمعادن، خطرًا محتملًا لسلسلة إمدادات المعادن الحيوية، التي قد تتعرض للاضطرابات بسبب ذلك.
ويسلّط استحواذ الصين على أكثر من 50% من إنتاج كل معدن حيوي لتحوّل الطاقة، الضوء على المخاطر المحتملة، التي قد تهدد استقرار سلسلة إمدادات هذه المعادن الإستراتيجية.
الدول الأكبر في احتياطيات المعادن الحيوية
تُعدّ الإدارة الإستراتيجية لسلسلة إمدادات المعادن الحيوية أمرًا بالغ الأهمية في الاقتصاد العالمي حاليًا، إذ يمكن أن يؤثّر توافر المعادن الحيوية كثيرًا في الصناعات المختلفة، خاصة مع التحول نحو الطاقة المتجددة.
وفيما يتعلق بالليثيوم، يوجد جزء كبير من احتياطيات هذا المعدن في أميركا الجنوبية، حيث تمتلك تشيلي والأرجنتين نحو نصف إجمالي الاحتياطيات العالمية من الليثيوم، بنسبة 34% و13%، على الترتيب، حسب تقرير حديث نشره موقع فيجوال كابيتالست (visualcapitalist).
بينما تستحوذ أستراليا بمفردها على 22% من احتياطيات الليثيوم العالمية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وفي المقابل، تستحوذ جمهورية الكونغو الديمقراطية على حصة مهيمنة من احتياطيات الكوبالت العالمية، بنسبة 57%، تليها أستراليا بحصة 16%، ثم إندونيسيا بنسبة 5%.
أمّا احتياطيات الغرافيت الطبيعي فهي أكثر انتشارًا جغرافيًا، حيث تمتلك الصين والبرازيل كميات متقاربة بنسبة 28% و26% على التوالي، بينما تحتلّ موزمبيق المركز الثالث بنسبة 9%.
في المقابل، تتركز المعادن الأرضية النادرة بصورة أساسية في آسيا، حيث تمتلك الصين وفيتنام أكبر احتياطي بنسبة 38% و19% على التوالي، تليهما البرازيل بنسبة 18%.
الأبرز في معالجة المعادن الحيوية
تُعدّ الصين الدولة الرائدة في مجال معالجة المعادن الإستراتيجية عالميًا، إذ تعالج 65% من الليثيوم المستخرج عالميًا، و74% من الكوبالت، و100% من الغرافيت الطبيعي، و90% من المعادن الأرضية النادرة.
وتبرز تشيلي (29%)، والأرجنتين (5%)، في المركزين الثاني والثالث من حيث معالجة معدن الليثيوم عالميًا.
وأمّا في معالجة معدن الكوبالت، تأتي بعد الصين فنلندا بنسبة 10%، وكندا بنحو 4%، في حين تظهر ماليزيا (9%) وإستونيا (1%) في قائمة الدول الأبرز في معالجة المعادن الأرضية النادرة، بعد بكين.
سيطرة الدولة الواحدة إنتاجيًا
كما هو الحال في المعالجة، يمثّل تركيز إنتاج المناجم خطرًا على استقرار سلسلة إمدادات المعادن الحيوية، إذ يأتي أكثر من نصف الإنتاج العالمي لكل معدن حيوي في بلد واحد.
على سبيل المثال، أستراليا هي الدولة الأكثر إنتاجًا لمعدن الليثيوم، إذ تستحوذ على 51% من الإنتاج العالمي، تليها تشيلي (26%)، و الصين (15%).
بينما تتصدر جمهورية الكونغو الديمقراطية إنتاج الكوبالت، إذ تستحوذ على 73% من الإمدادات العالمية، وتأتي بعدها إندونيسيا وروسيا بنسبة مماثلة 5%.
كما تهيمن الصين على إنتاج الغرافيت الطبيعي 72%، وتليها في الترتيب موزمبيق (10%)، ومدغشقر (8%)، وبالمثل تستحوذ بكين على إنتاج المعادن الأرضية النادرة، إذ تمثّل 70% من الإمدادات العالمية، تليها الولايات المتحدة (14%)، وأستراليا (6%).
توسيع سلاسل الإمداد العالمية
يتطلب التوسع في سلسلة إمدادات المعادن الحيوية، من أجل تحقيق تحول الطاقة، زيادة الاستثمارات في مشروعات التعدين الجديدة، لا سيما في البلدان ذات الاحتياطيات العالية، ولكن معدلات الإنتاج والمعالجة لديها منخفضة.
وتشتد المنافسة العالمية على المعادن الحيوية مع تسابق القوى الكبرى لتأمين المواد اللازمة لصناعة الطاقة المتجددة.
وقد أثار هذا الاختلال بين العرض والطلب مخاوف الدول الغربية، التي تقود عملية التحول العالمي في مجال الطاقة، بسبب هيمنة الصين على سلسلة الإمداد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..