اتخذت شركة شل العالمية خطوة مثيرة للجدل حيال مشروعات الهيدروجين في النرويج، وأقدمت على إلغاء خططها لمشروع استهدف إنتاج 1200 طنًا متريًا من الوقود منخفض الكربون، كان مستهدفًا بحلول عام 2030.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تطورات مشروعات الهيدروجين في أوروبا، أرجعت شركة الطاقة العالمية قرار الإلغاء إلى ضعف الطلب.

ويعدّ هذا الإعلان الثاني من نوعه في القارة العجوز خلال أيام قليلة، إذ ألغت شركة إكوينور النرويجية مشروعًا لخطّ أنابيب ينقل الهيدروجين الأزرق إلى ألمانيا، لارتفاع تكلفة المشروع إلى ضعف التقديرات الأولية، بالإضافة إلى ضعف الطلب.

ويُنظر إلى إلغاء المشروعين في ألمانيا والنرويج بوصفه تطورًا يُثير المخاوف بشأن مستقبل الصناعة، خاصة مع استهداف إنتاج واستيراد كميات هائلة بحلول نهاية العقد، في إطار توسعات الطاقة النظيفة والاستغناء عن الغاز الروسي.

مشروع شل

رصدت شركة شل العالمية تراجعًا في معدل الطلب، ما دفعها إلى إلغاء مشروع محطة تنتج الهيدروجين في النرويج، وفق إعلان نقلته رويترز عنها اليوم (الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024).

ويبدو أن مشروع مركز “أوكرا Aukra” كان آخر مشروعات الشركة في النرويج، إذ أوضح مسؤول أن الشركة لم تعد تملك مشروعات للوقود في البلاد، بعد عدم تجديدها عقود التطوير المشترك مع شركتين محليتين.

محطة تابعة لشل لإعادة التزود بوقود الهيدروجين – الصورة من autoevolution

وكانت الخطط تسير باتجاه تعاون ثلاثي بين: شل، وشركتين نرويجيتين هما: آكر هوريزون للاستثمار، وكيب أوميجا للبنية التحتية.

ووفق اتفاق مسبق -انتهى العمل به في يونيو/حزيران الماضي دون تجديد- كانت الشركات الـ3 تسعى لبناء محطة تنتج 1200 طنًا متريًا يوميًا من الهيدروجين الأزرق.

وكان مقررًا أن يُنتج الهيدروجين في مركز “أوكرا”، الواقع قرب محطة “نيهامنا Nyhamna” لمعالجة الغاز، التي تملكها شل على الساحل الغربي للنرويج.

ما السبب؟

بررت شركة شل قرار إلغاء مشروع إنتاج الهيدروجين في النرويج بضعف الطلب على الوقود، وأوضح مسؤول بالشركة أن طموحات الهيدروجين الأزرق لم تتحول إلى سوق واقعية.

ويبدو أن الشركة ترصد تطورات الصناعة في الدولة الأوروبية منذ مدة، ولم تُقدم على تجديد عقد الشراكة الثلاثية مع “آكر هوريزون” للاستثمار، وكيب أوميجا” منذ انتهائه في يونيو/حزيران الماضي.

ولم يكن إلغاء مشروع “أوكرا” الصدمة الوحيدة للوقود الأزرق في أوروبا مؤخرًا، إذ سبقه مشروع آخر تبنّته شركة إكوينور، وكان يستهدف إنتاج الهيدروجين في النرويج وتصديره إلى ألمانيا.

واتفقت إكوينور مع شل على أن ضعف الطلب يعدّ عاملًا رئيسًا في قرار إلغاء مشروعات الهيدروجين، بالإضافة إلى التكلفة المرتفعة.

وجمّدت شركات عدّة في الآونة الأخيرة -سواء في أوروبا أو خارجها- مشروعات لتطوير الهيدروجين الأزرق والأخضر، وكان الطلب وعدم واقعية تقدير جدوى المشروع وتكلفته قاسمًا مشتركًا.

محطة لإنتاج الهيدروجين في النرويج
محطة لإنتاج الهيدروجين في النرويج – الصورة من ETN News

صدمة الطاقة النظيفة

يُنتج الهيدروجين الأزرق بعد إزالة الكربون من الغاز الطبيعي، ما يجعله مخفض الانبعاثات، في حين يتطلب إنتاج الهيدروجين الأخضر توافر مصادر للطاقة المتجددة.

وركّزت أهداف الطاقة النظيفة في أوروبا على تطوير النوعين، بما يلبي أهدافها في مرحلة ما بعد الاستغناء عن الغاز الروسي وتوسعة نطاق تنفيذ الأهداف المناخية.

ونظرًا لأهمية هذا الوقود في خطة اقتصادات أوروبية عدّة، شكّل إلغاء عدد من مشروعاته صدمة لبعضهم.

وكانت شركة إكوينور النرويجية قد ألغت خططًا لمشروع يتضمن إنشاء خط أنابيب ينقل الهيدروجين الأزرق من أوسلو إلى ألمانيا، بعدما قفزت استثماراته إلى 6.70 مليار دولار.

وتضمَّن إعلان إكوينور أن المشروع لا يمكن تنفيذه، بما يتناغم مع إستراتيجية الشركة -التي سبق أن أعلنها الرئيس التنفيذي أندرس أوبيدال- بربط تطوير مشروعات الهيدروجين بتعهدات المشترين الأوروبيين طويلة الأجل.

وعولت الشركات المطورة على التعاون بين إكوينور وألمانيا بوصفه أول مشروع لخطّ بحري ينقل الهيدروجين، بمعدل 4 ملايين طن سنويًا، تمهيدًا لنشر تدفقات الوقود منخفض الكربون من ألمانيا إلى السوق الأوروبية إجمالًا بحلول نهاية العقد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.