رفع المدّعي العام بولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد شركة النفط العملاقة إكسون موبيل، بزعم أنها مسؤولة عن تلوث النفايات البلاستيكية في الولايات المتحدة.
وجاء رفع ولاية كاليفورنيا الدعوى بعد الانتهاء من تحقيق استمر لمدة عامين تقريبًا، وتبيّن منه أن إكسون موبيل كانت تضلل الجمهور عمدًا بشأن قيود إعادة التدوير، وفق تقرير حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانتقدت إكسون موبيل الدعوي القضائية، وتمسكت بالدفاع عن تقنية إعادة التدوير المتطورة، في حين تدعم المنظمات الحقوقية البيئية الدعوى إلى جانب المدّعي العام في الولاية روب بونتا.
إكسون موبيل تروج لعملية التدوير
طلب مكتب المدّعي العام بولاية كاليفورنيا معلومات محددة عن ترويج شركة إكسون موبيل تكنولوجيا “إعادة التدوير المتقدمة”، التي تستعمل عملية تسمى الانحلال الحراري لتحويل البلاستيك، الذي تصعب إعادة تدويره، إلى وقود.
وأضاف بونتا أن التقدم البطيء لتكنولوجيا إعادة التدوير المتقدمة يُعدّ علامة على خداع إكسون المستمر، وأن الدعوى القضائية اليوم تُظهر أكمل صورة حتى الآن لخداعها المستمر منذ عقود.
ويطلب مكتب المدّعي العام من المحكمة تحميل إكسون موبيل المسؤولية الكاملة عن دورها في خلق وتفاقم أزمة التلوث البلاستيكي، من خلال حملة الخداع التي تروّج لها منذ عشرات السنين.
ويريد بونتا -أيضًا- إنهاء الممارسات الخادعة لشركة إكسون موبيل، ويسعى إلى تأمين صندوق لتخفيف الضرر الذي يُلحقه التلوث البلاستيكي في كاليفورنيا، وفرض عقوبات مدنية على المتسبّبين فيه.
المحكمة لن تحل مشكلة النفايات البلاستيكية
ردّت شركة إكسون موبيل على المدّعي العام، قائلةً، إن الحلول التي قدّمتها مثل إعادة التدوير تنجح في تخفيف الأضرار.
وقال متحدث باسم الشركة، إن مقاضاة الناس تتصدر عناوين الأخبار، لكنها لا تحلّ مشكلة النفايات البلاستيكية، وإن إعادة التدوير المتقدمة هي الحل الحقيقي، مضيفًا أن كاليفورنيا لم تفعل شيئًا لتعزيز إعادة التدوير.
وتُعدّ شركة إكسون موبيل أكبر منتج في العالم للراتنجات المستعملة في صناعة المواد البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، وفقًا لتقرير مشترك صادر عن مؤسسة مينديرو، بالتعاون مع الشركتين الاستشاريتين وود ماكنزي وكاربون تراست.
وتأتي الدعوى القضائية التي رفعها المدعي العام بولاية كاليفورنيا قبل الجولة الأخيرة من مفاوضات معاهدة البلاستيك العالمية، المقرر إجراؤها في مدينة بوسان في كوريا الجنوبية نهاية العام الجاري 2024.
وفي تلك المفاوضات، انقسمت الدول حول ما إذا كان ينبغي للمعاهدة أن تدعو إلى فرض قيود على إنتاج البلاستيك، وهو ما تعارضه شركة إكسون موبيل وصناعة البتروكيماويات العالمية، بينما تدعم الولايات المتحدة معاهدة تهدف إلى خفض إنتاج البلاستيك العالمي.
زيف إعادة التدوير لشركة إكسون موبيل
أشادت جماعات حماية البيئة بالدعوى القضائية، وقالت، إنها تلفت الانتباه إلى عيوب إعادة التدوير الميكانيكية المتطورة التي تروّج لها شركة إكسون موبيل، كما جاء في تقرير حديث نشرته وكالة رويترز.
وترى مديرة حملة البلاستيك في أوشيانا، كريستي ليفيت، أن الدعوى القضائية ستحمّل صناعة الوقود الأحفوري المسؤولية، وتكشف زيف رواية إعادة تدوير البلاستيك التي تحول دون التوصل إلى حلول حقيقية.
ويرى دعاة حماية البيئة الذين يكافحون تغير المناخ أن التلوث الناجم عن عملية إعادة تدوير البلاستيك يشكّل مخاطر أشد من الفيضانات والأمطار وارتفاع درجات الحرارة وغيرها، بل قد يفوقها في بعض الأحيان.
ويتعرض البلاستيك للتلوث بالعناصر السامة من مصادر جمعه، من المنازل أو المصانع أو من مكبّات النفايات وغيرها، حتى يصل لمواقع إعادة تدويره، وينتج عنها منتجات ملوثة بمواد كيميائية سامة اندمجت فيها.
موضوعات متعلقة ..
اقرأ أيضًا ..