انطلقت أعمال بناء أطول توربين رياح في العالم، في خُطوة يراهِن عليها كثيرون في إحداث نقلة نوعية في صناعة تلك التقنية التي تُعد العصب الرئيس لصناعة طاقة الرياح.

ومنحت ألمانيا الضوء الأخضر لبناء التوربين الذي تعول عليه لتعزيز كميات الكهرباء النظيفة، والإسهام في سد الطلب المحلي المتنامي على تلك السلعة الإستراتيجية، بالإضافة إلى تسريع تحول الطاقة في البلاد.

ومن المخطط أن تزيد إنتاجية الكهرباء المولدة من المشروع، 10 مرات، عن نظيرتها المُنتَجة بوساطة أفضل توربينات الرياح المُستعمَلة -حاليًا- مع خفض استهلاك الأراضي بنسبة 80%.

ويُتوقع أن يدخل أطول توربين رياح في العالم حيز التشغيل في غضون نحو عامين ونصف العام، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن المقرر أن يصل ارتفاع التوربين إلى أكثر من 300 متر، متجاوزًا بذلك أطول توربين رياح في الوقت الراهن، والبالغ ارتفاعه 240 مترًا.

مواصفات قياسية

بدأت أعمال البناء في أطول توربين رياح في العالم، الذي ستحتضنه منطقة لوساتيا الواقعة شرق ألمانيا، وفق ما أورده موقع هيس أونلاين (heise online) الألماني التقني.

ووُضِع حجر الأساس لما يُعد أطول توربين رياح في العالم مؤخرًا في مدينة شيبكاو بولاية براندنبورغ، ومن المقرر البدء في عمليات البناء خلال الصيف المقبل.

ومن المخطط أن يصل ارتفاع التوربين المخطط له إلى 364 مترًا، بما في ذلك الشفرات؛ ما يعني أن التوربين سيكون بارتفاع البرج التلفزيوني الأيقوني نفسه في العاصمة الألمانية برلين، أعلى مبنى في البلد الأوروبي، بحسب ما أورده موقع الإذاعة الإقليمية إم دي آر (MDR).

وقاست شركة التشغيل بيفينتوم (Beventum)، ومطور مشروع أطول توربين رياح في العالم غيكون (Gicon)، سرعات الرياح على ارتفاعات شاهقة، عبر استعمال برج قياس مرتفع طوله 300 متر، موجود في الموقع، بحسب “إم دي آر”.

وقالت بيفينتوم وغيكون إن الارتفاع من شأنه أن يعزز إنتاجية طاقة الرياح بنسبة 40%، ما يعادل ضعفي إنتاجية الكهرباء النظيفة المولدة باستعمال قُطر الجهاز الدوار نفسه.

توربينات رياح – الصورة من skyscrapercity

وقال مؤسس شركة جيكون يوشين غروسمان: “عند هذا الارتفاع، لا يكون للرياح متوسط سرعة عالٍ فحسب، وإنما هناك توزيع أوسع نطاقًا -كذلك- ما يؤدي إلى ساعات أكثر من الأحمال الكاملة لتوربينات الرياح”.

وأوضح غروسمان أن ظروف عمل التوربين مشابهة لعمل توربينات الرياح البحرية، لكن مع ظروف تشغيل برية، مضيفًا: “يعني هذا أن تكاليف بناء وصيانة أطول توربين رياح في العالم أقل بكثير؛ وهو ما ينعكس إيجابًا على الربحية”.

وأشار إلى أنه يمكن استعمال توربينات الرياح عالية الارتفاع -كذلك- لتطوير ما يُطلَق عليها مناطق الرياح المنخفضة، التي لا تتيح إمكان استغلال طاقة الرياح اقتصاديًا -حتى الآن-، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

برج إيفل مصدر إلهام

يُظهِر أطول توربين رياح في العالم تصميمًا جديدًا يشتمل على هيكل شبكي بـ4 أرجل، يشبه برج إيفل الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، بالإضافة إلى أعمدة طاقة.

وسيجري توصيل أطول توربين رياح في العالم ببرج داخلي قابل للحركة؛ ما سيتيح رفع التوربين إلى ارتفاع شاهق يصل إلى 300 متر، وهو الارتفاع الذي يكون بعيدًا عن متناول الرافعات.

وقال مؤسس شركة غيكون يوشين غروسمان إنه لم تكن هناك معارضَة تُذكَر ضد المشروع من قبل السكان المحليين الذين اشتركوا فيه منذ البداية.

توربين رياح
توربين رياح – الصورة من leag

ولا يتطلب أطول توربين رياح في العالم أي مساحة إضافية، نظرًا إلى أنه سيُبنى بين توربينات الرياح الموجودة حاليًا.

وقال غروسمان: “أبراج التوربينات عالية جدًا لدرجة أن الأجهزة الدوارة لا تتداخل مع بعضها، وتأخذ الرياح بعيدًا عن بعضها”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسبق أن صرّحت شركة غيكون بأن توربينات الرياح ذات الارتفاعات الشاهقة ستتيح إنتاج الطاقة المتجددة على 3 مستويات: الألواح الشمسية على الأرض، وتوربينات الرياح التقليدية، وطبقة من التوربينات شاهقة الارتفاع في الأعلى.

وتستهدف الحكومة الألمانية رفع إجمالي سعة طاقة الرياح البرية بنحو 8 آلاف ميغاواط سنويًا حتى نهاية العقد الحالي (2030).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.