تنطلق أعمال التنقيب عن النفط في الصومال خلال أيام بوساطة سفينة تركية، في خطوة من شأنها تحقيق طموح مقديشو في تطوير احتياطياتها من الهيدروكربونات لدعم اقتصادها المتدهور.
وأعلنت وزارة الطاقة التركية، اليوم الخميس 3 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، أن سفينة أبحاث تركية ستصل قبالة سواحل الصومال في نهاية الشهر الجاري، لتبدأ التنقيب عن النفط والغاز بعد اتفاق البلدين على التعاون في مجال الطاقة.
ويشمل الاتفاق بين أنقرة ومقديشو، وفق مطالعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، التعاون بمجال التنقيب عن النفط في الصومال وإنتاجه، إذ سمح لمؤسسة النفط التركية “تباو” بالحصول على تراخيص في 3 مناطق بالمياه الصومالية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، وُقِّعت اتفاقية في إسطنبول حول التنقيب عن النفط في الصومال وإنتاجه، بحضور وزير الطاقة التركي بيرقدار ووزير النفط والثروة المعدنية الصومالي عبدالرزاق عمر محمد.
سفينة التنقيب الريس عروج
قالت وزارة الطاقة التركية، إن سفينة التنقيب “الريس عروج” ستستكشف مناطق تمتد لنحو 5 آلاف كيلومتر مربع، موضحة أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحضر احتفالًا يوم السبت المقبل 5 أكتوبر/تشرين الأول بمناسبة مغادرة السفينة.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار: “نتوقع أن تكون المنطقة التي ستعمل فيها “الريس عروج” منطقة اكتشافات نفطية”.
وسترافق السفينة (الريس عروج) فرقاطتان من البحرية وسفن دعم، وستصل إلى سواحل الصومال عبر البحر المتوسط وقناة السويس والبحر الأحمر.
وأضاف بيرقدار أن مؤسسة النفط التركية “تباو” لديها تراخيص للتنقيب في منطقة بحرية مقسمة إلى 3 حقول تغطي مساحة إجمالية 15 ألف كيلومتر مربع، ومن المتوقع أن تستمر الدراسة السيزمية ثلاثية الأبعاد نحو 7 أشهر.
صفقة التنقيب
يشمل الاتفاق الموقّع بين تركيا والصومال -بالإضافة إلى التنقيب عن النفط- تقييمه وتطويره وإنتاجه، في المناطق البرية والبحرية الصومالية، وعمليات النقل والتوزيع والتكرير والمبيعات والخدمات للنفط والمنتجات الأخرى من مشروعات برية وبحرية.
وقال وزير الطاقة التركي في تصريحات سابق، إن بلاده أصبحت واحدة من الدول التي تمتلك أهم أساطيل السفن بأعماق البحار في العالم.
ويقع مربعان من المناطق التي حصلت تركيا على حقوق التنقيب فيها على بعد 50 كيلومترًا تقريبًا من اليابسة، والثالث على بعد 100 كيلومتر، إذ تخطط تباو لتنفيذ مسح زلزالي ثلاثي في الحقول الثلاثة خلال المرحلة الأولى.
ومن المتوقع أن تبحر سفينة الأبحاث عروج إلى الصومال مع فريق مكون من 50 شخصًا، وسيرافقها عدد من سفن الدعم، خلال عملية الاستكشاف عن النفط في الصومال.
ويرى الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الدكتور أومود شوكري، أن مشاركة تركيا في صناعة الطاقة في الصومال تُعدّ إستراتيجية، وتتماشى مع أهدافها الجيوسياسية الأوسع في منطقة القرن الأفريقي.
وقال، في مقاله المنشور بمنصة الطاقة المتخصصة، إنه لتنفيذ مشروعات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز في الصومال، من المتوقع أن تستثمر تركيا بصورة كبيرة، إذ تشير التقديرات إلى تكاليف محتملة تصل إلى نصف مليار دولار.
وتشير تقديرات الحكومة الأميركية إلى أن الصومال يمتلك احتياطيات لا تقل عن 30 مليار برميل من النفط والغاز، وسيتطلب تطوير الموارد وقتًا واستثمارات كبيرة، مع بدء الحفر في مربعات بحرية محددة عام 2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..