بالنظر إلى انبعاثاتها الكبيرة وقضائها على الغطاء النباتي، فإن الحرائق تقلل من قدرة الغابات والنظم البيئية الأخرى على تخزين الكربون.

ونتيجة لذلك تتحول الغابات في جميع أنحاء العالم من أحواض للكربون إلى مصادر له؛ ما يجعل من الصعب إبطاء الاحتباس الحراري العالمي، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُظهِر دراسة حديثة أن حرائق الغابات تستنزف موازنة الكربون التي خصصها البشر لأنفسهم للحد من الاحتباس الحراري العالمي.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن هذا الاتجاه المتسارع أصبح وشيكًا، وربما يكون قد تجاوز “عتبة درجة الحرارة الحرجة” التي تتسبب بعدها حرائق الغابات في تحولات كبيرة بغطاء الأشجار وتخزين الكربون.

انتشار الحرائق

قال مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، الذي أشرف على البحث، “من المثير للقلق أن أحدث درجة حرارة تصبح عندها هذه التأثيرات واضحة على مستوى العالم هي 1.34 درجة مئوية، وتُعد قريبة من مستويات الاحتباس الحراري الحالية (فوق مستويات ما قبل الصناعة)”.

نتيجة لذلك، تنتشر الحرائق في بلدان كثيرة، إذ تحترق الغابات في البرازيل والولايات المتحدة واليونان والبرتغال وحتى الدائرة القطبية الشمالية وسط أسخن عامين على الأرض في التاريخ المسجل، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

وينطوي كل حريق من تلك الحرائق على تأثير مزدوج في المناخ العالمي: أولًا، من خلال انبعاث الكربون من الأشجار المحترقة، وثانيًا، من خلال تقليل قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ويزيد هذا من حرارة نظام الأرض، التي ارتفعت بسبب حرق الغاز والنفط والفحم.

ووفقًا لمكتب الأرصاد الجوية، فإن درجات الحرارة العالمية أعلى بالفعل بمقدار 1.3 درجة مئوية مما كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة.

حرائق الغابات بالقرب من مدينة كيبيك في كندا – الصورة من Anadolu Agency

دور الجفاف في حرائق الغابات

بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة، تصبح حالات الجفاف أكثر تواترًا، وتقصر مواسم الأمطار وتصبح الغابات أكثر عرضة للحرائق.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة، فإن هذا الأمر يتفاقم بسبب إزالة الإنسان للأراضي المخصصة للمزارع، وهو ما يتجلى تحديدًا في أميركا الجنوبية.

وأظهرت دراسة منفصلة، الأسبوع الماضي، أن القارة أصبحت أكثر دفئًا وجفافًا وقابلية للاشتعال.

في المقابل، أظهر بحث آخر أن منطقة الأمازون تمر بـ”تباطؤ حرج”، حيث يكافح أكثر من ثلث الغابات المطيرة للتعافي من 4 فترات جفاف “مرة واحدة في القرن” في أقل من 20 عامًا.

تغير المناخ

بدورها، تحوّل هذه التأثيرات المركبة، التي يطلق عليها العلماء تسمية ردود الفعل الإيجابية، الغابات من أحواض الكربون إلى مصادر له.

وهذا يجعل من الصعب إبطاء الاحتباس الحراري العالمي، حتى قبل أن يصل العالم إلى هدف 1.5 درجة مئوية أقل لاتفاق باريس للمناخ.

وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة، الدكتورة شانتيل بيرتون: “إن الحرائق تقلل من قدرة الغابات والنظم البيئية الأخرى على تخزين الكربون، ما يقلل فرص السيطرة على الاحتباس الحراري العالمي”.

ولا يُعد هذا السبب الوحيد الذي يثير قلق العلماء، الذين يخشون أن يؤدي الذوبان السريع للقمم الجليدية إلى تقليص قدرة الكوكب على عكس ضوء الشمس إلى الفضاء.

من ناحيتهم، يقول علماء المناخ إن الوضع المتردّي سوف يتدهور إلى أن يتوقف البشر، خصوصًا في الشمال العالمي الغني، عن حرق الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.