سجّلت واردات بنغلاديش من الغاز المسال في السوق الفورية ارتفاعًا قويًا، بعد 3 أشهر من تولي الحكومة المؤقتة، التي يترأسها محمد يونس، مهام السلطة في البلاد.
ويسهم الغاز الطبيعي المسال في تلبية أكثر من 50% من احتياجات الكهرباء في بنغلاديش، التي تعتمد كذلك على الفحم في مزيج الطاقة الوطني.
ويلامس حجم الطلب على الغاز في البلد الواقع جنوب شرق آسيا قرابة 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا، تُنتج 2.635 مليار قدم منها محليًا، في حين تتطلّع دكا لتغطية الحصة المتبقية عبر الصادرات.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تمتلك بنغلاديش وفرة من الموارد الطبيعية مثل احتياطيات غاز الطبيعي التي تضعها تقديرات رسمية عند 28.79 تريليون قدم مكعبة، غير أن الإنتاج من تلك السلعة قد تراجع في وقت ذروة الطلب والاستهلاك؛ ما يضع حكومة يونس أمام تحدٍّ صعب لتوفير إمدادات الكهرباء محليًا.
ارتفاع كبير
يُعَد ارتفاع واردات بنغلاديش من الغاز المسال هو الأكبر من نوعه –حتى الآن- ولا سيما مع صعود أسعار السوق الفورية إلى أعلى من 13 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية؛ ما أبعد حتى مستوردين رئيسين أمثال الهند والصين من السوق العالمية، وفق ما أوردته منصة أرغوس ميديا.
ويأتي ارتفاع واردات بنغلاديش من الغاز المسال على خلفية معاناة سوق الطاقة في البلد الآسيوي من أجل سد الطلب المتزايد على إمدادات الكهرباء نتيجة فواتير الطاقة غير المدفوعة في عهد رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة واجد في أوائل العام الحالي (2024).
لكن تشهد معدلات توليد الكهرباء في بنغلاديش حاليًا استقرارًا ملحوظًا بعدما عانت تراجعًا حادًا في أغسطس/آب الماضي حينما استقالت واجد إثر احتجاجات حاشدة اندلعت في عموم البلاد على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ويلامس الحد الأقصى لتوليد الكهرباء في بنغلاديش منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني حتى الآن 12.5 غيغاواط، صعودًا بنسبة 6% عن العام الماضي.
وتبرز شركة روبانتاريتا براكريتيك غاز (Rupantarita Prakritik Gas) المعروفة اختصارًا بـ”آر بي جي سي إل” (RPGCL) والعاملة تحت مظلة شركة بتروبانغلا (Petrobangla) الحكومية للنفط والغاز، وهي مستورد الغاز المسال الوحيد في بنغلاديش.
23 شحنة
طرحت شركة “آر بي جي سي إل” مناقصات لشراء 23 شحنة غاز مسال منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بما في ذلك إعادة إصدارات متعددة، مقارنةً بـ8 شحنات طُرحِت خلال المدة ذاتها من العام الماضي (2023).
كما بلغ العدد الإجمالي للمناقصات التي طرحتها الشركة 27 في عام 2023، بحسب أرقام أرغوس ميديا، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد رست معظم تلك العطاءات على 4 موردين هم فيتول آسيا (Vitol Asia) ومقرها سنغافورة، وغنفور سنغافورة (Gunvor Singapore)، وتوتال إنرجي الفرنسية، وإكسليريت إنرجي (Excelerate Energy)، على الرغم من وجود قائمة تضم 23 شركة عالمية لتوليد الغاز المسال إلى بنغلاديش.
ومن بين المناقصات الـ23 المطروحة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، رست 9 فقط على تلك الشركات الـ4 باستثناء مناقصة ذهبت إلى شركة جيرا (Jera) اليابانية.
وقد سُحِبَت مناقصات أخرى أو حتى أُعيد إصدارها، وهو ما قد يُعزى إلى العروض المادية غير الكافية، بحسب أرغوس.
وطالبت شركة “آر بي جي سي إل” مؤخرًا بإبداء الاهتمام من البائعين الراغبين في المساهمة بواردات بنغلاديش من الغاز المسال، وهو ما يوسع قاعدة المشاركين الذين تستورد منهم دكا هذا الوقود الإستراتيجي منخفض الانبعاثات.
وقد يكون هذا التحرك مرتبطًا باللوائح الجديدة المنظمة للمشتريات العامة التي فرضتها الحكومة المؤقتة والتي تلزم شركة “آر بي جي سي إل” بتلقي ما لا يقل عن 3 عروض قبل أن تتمكن من منح عطاءاتها.
القواعد الجديدة والقديمة
وضعت الحكومة البنغلاديشية قواعد الشراء العامة لضمان الشفافية والكفاءة والمنافسة العادلة في عمليات شراء السلع والأعمال أو الخدمات باستعمال الأموال العامة.
ويُعد هذا انحرافًا عن الممارسة السابقة لشركة “آر بي جي سي إل” التي تتبع خلالها قانون طاقة خاصًا لا يتضمن أي شرط إلزامي بشأن الحد الأدنى للمشاركة في العطاءات، وفقًا لما أدلى به مسؤول في الشركة لمنصة أرغوس في أكتوبر/تشرين الأول.
كانت الحكومة السابقة قد أقرت قانون الطاقة السريعة في عام 2010 للعمل دون عطاءات، والذي كان يُنظَر إليه أساسًا على أنه قانون إفلات من العقاب يعتمد على بندٍ يمنع الطعن على القانون أمام القضاء.
ومن المرجّح أن يؤدي إقرار الحكومة المؤقتة لقانون رفع شروط إبداء الاهتمام لقائمة البائعين الجدد إلى وقف أي احتكار أو تفضيل لمورد معين للغاز الطبيعي المسال في البلاد.
إنتاج الغاز في بنغلاديش
يلامس إنتاج الغاز في بنغلاديش؛ بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، 2.868 مليون قدم مكعبة يوميًا (29.5 مليار متر مكعب سنويًا) بدءًا من 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفقًا لبيانات شركة بتروبنغالا، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويسجل إنتاج الغاز في بنغلاديش معدلات ضعيفة منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، مع تراجع الإنتاج إلى 2.30 مليون قدم مكعبة يوميًا، هبوطًا بنسبة 5% على أساس سنوي، بحسب البيانات ذاتها.
وتشمل أحجام الإنتاج -كذلك- إمدادات الغاز الطبيعي المسال، والتي سدت 54% من الطلب على الغاز في البلاد عام 2023.
وتعمل الحكومة المؤقتة جاهدةً على مواجهة القضايا الملحّة في البلاد، ولا سيما تلك المتعلقة بصناعة استكشاف النفط والغاز.
ودعت شركة بتروبنغالا لتقديم عطاءات في إطار جولة عطاءات التنقيب البحرية في بنغلاديش لعام 2024؛ إذ طرحت 24 مربعًا تشمل 9 مربعات في المياه الضحلة و15 مربعًا في المياه العميقة تحتوي على احتياطيات نفط وغاز.
ومُدِّد الموعد النهائي لتقديم العطاءات المذكورة إلى 9 ديسمبر/كانون الأول، بدلًا من 9 سبتمبر/أيلول الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..