استحوذ موضوع إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون على جانب كبير من اهتمام خبراء النقل والتقنيات المستدامة في الهند مع صعود موجة صناعة السيارات الكهربائية عالميًا.
وزاد الاهتمام بإعادة تدوير البطاريات في الهند، في إطار خطط التوسع الطموحة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في البلاد وجعلها مركزًا عالميًا رائدًا.
وتوقعت دراسة حديثة -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- نمو سوق بطاريات الليثيوم أيون في الهند إلى مستوى قياسي يصل إلى 132 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030.
وتوقعت الدراسة، أن ينطوي نمو السوق على فرص استثمارية بقيمة مليار دولار في قطاع إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون لدى الهند بحلول نهاية العقد الحالي.
ويتفق تقدير الفرص الاستثمارية في قطاع إعادة تدوير البطاريات مع أهداف خطة الحكومة الهندية الطموحة لكهربة قطاع النقل الوطني التي جرى إقرارها في عام 2020.
إلزام المصنعين بجمع البطاريات وإعادة تدويرها
أقرت وزارة الطاقة الهندية في أغسطس/آب 2022، مجموعة من القواعد الاستباقية التي تستهدف إنشاء نظام بيئي يحكم قطاع إعادة تدوير بطاريات الليثيون أيون في البلاد، وذلك عبر التحكم في إدارة نفايات البطاريات.
وتنص هذه القواعد على مسؤولية الشركات المصنعة للبطاريات عن جمعها وإعادة تدويرها، وفق ما يُعرف بنظام المسؤولية الموسعة للمُنتج (EPR) المنصوص عليه في قواعد وزارة الطاقة.
كما تعاون المعهد الوطني للنقل والمواصلات في الهند (NITI Aayog)، مع حكومة المملكة المتحدة على وضع خريطة طريق لسوق إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون في البلاد.
وتشمل الخريطة سلسلة من الأهداف والخطوات الرئيسة، لتطوير نظام بيئي مستدام لإعادة التدوير، بما في ذلك إنشاء مراكز للتجميع وتعزيز التقدم التقني والتعاون بين أصحاب المصلحة في القطاع.
وتسلط هذه المبادرات الضوء على التزام الهند ببناء اقتصاد دائري لبطاريات الليثيوم أيون، والتخفيف من الآثار البيئية لصناعة السيارات الكهربائية بوجه عام.
وتُعد صناعة إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون ضرورية للغاية، لضمان الاستدامة طويلة الأمد لصناعة البطاريات في العالم، إذ يقلل إعادة التدوير الفعّال من الاعتماد على المواد الخام الجديدة، ما يقلل الأثر البيئي ويعزز الاقتصاد الدائري للصناعة.
وتحتوي بطاريات الليثيوم أيون على مواد قيمة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، وكلها يمكن استعادتها وإعادة استعمالها في تصنيع بطاريات جديدة عبر إعادة التدوير بدلًا من إنتاجها باستعمال مواد خام ما زالت توصف بالنادرة في العالم.
4 مسارات لإعادة تدوير البطاريات في الهند
على الرغم من التحديات، فإن الهند لديها فرصة التأسيس لموقع قيادي في قطاع إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون عالميًا، بحسب الدراسة المنشورة على موقع بي في ماغازين المتخصص (pv-magazine).
ورسمت الدراسة 4 مسارات لتعزيز قدرة الهند في قطاع إعادة التدوير، الأول يختص بتشجيع الابتكار، والثاني يتعلق بإضفاء الطابع الرسمي على أنظمة التجميع، والثالث يركز على بناء سلسلة توريد محلية، والأخير متصل بتنمية مهارات القوى العاملة.
ويمكن لتشجيع الابتكار في مجال تقنيات إعادة تدوير البطاريات المحلية أن يقلل من الاعتماد على المعرفة الأجنبية المكلفة ويضمن العمليات السليمة بيئيًا.
كما يمكن لزيادة التمويل الحكومي والتعاون مع المؤسسات البحثية المهتمة أن يُسهما في تسريع عمليات تطوير طرق إعادة التدوير المبتكرة والفعالة.
ويحتاج المسار الثاني المتعلق بإضفاء الطابع الرسمي على أنظمة التجميع، إلى إنشاء شبكة وطنية لجمع البطاريات المستعملة من المستهلكين ومصنعي المركبات الكهربائية عبر نظام فعّال وشفاف يحفّز على التخلص المسؤول من البطاريات في الهند.
ويمكن للشراكة مع شركات إدارة النفايات الحالية والاستفادة من التقنيات الرقمية أن تُسهم في تبسيط عملية الجمع وتحسين إمكان التتبع، بحسب الدراسة.
بينما يحتاج مسار بناء سلسلة توريد محلية في الهند إلى تطوير سوق للمواد المعاد تدويرها، لتقليل الاعتماد على الأسواق العالمية وضمان الاستدامة على المدى الطويل، وذلك عبر التعاون بين القائمين على إعادة التدوير ومصنعي البطاريات وأصحاب المصلحة الآخرين، لوضع معايير الجودة وضمان صلاحية المواد المعاد تدويرها لاستعمالها في تصنيع البطاريات الجديدة.
وكما يمكن للسياسات الحكومية التي تشجع على إعادة استعمال المواد المعاد تدويرها في إنتاج البطاريات أن تؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز هذه الصناعة الوليدة في الهند.
وإلى جانب هذه المسارات، ثمة حاجة ملحة إلى تطوير مهارات القوى العاملة في هذه الصناعة التي تحتاج إلى عمالة ماهرة ذات خبرة في التعامل مع المواد الخطرة وتشغيل تقنيات إعادة التدوير وضمان بروتوكولات السلامة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..