كشفت نتائج مخيّبة لمشروعات عديدة فشل صندوق الابتكار الأوروبي في نشاط مكافحة تغير المناخ، بعد 4 سنوات من إطلاقه.
وأطلق الاتحاد الأوروبي الصندوق قبل 4 سنوات برأس مال بلغت قيمته 40 مليار يورو (43 مليار دولار أميركي)، بوصفه جزءًا في قلب الخطط الهادفة لإصلاح اقتصادات الدول الأعضاء، وإعدادها لعهد الاقتصادات الخالية من الكربون.
كما بات صندوق الابتكار الأوروبي جزءًا أصيلًا من أسلحة الاتحاد في مواجهة آثار قانون الحدّ من التضخم الأميركي في جاذبية استثمارات الطاقة النظيفة، من خلال تحفيز الشركات والسلطات العامة للاستثمار في أحدث التقنيات منخفضة الكربون، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
نجاح وفشل
رغم إسهام صندوق الابتكار الأوروبي في دعم مشروعات عديدة مثل أول مصنع عملاق للصلب الأخضر، فإن هناك مشروعات ترتبط بالصندوق تصارع من أجل الانطلاق، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم 2 أبريل/نيسان 2024.
ويعلق كبير مسؤولي التحليلات في شركة الأبحاث “فيت” Veyt، ومقرّها أوسلو، ماركوس فريديناند، على ذلك، قائلًا: “صندوق الابتكار الأوروبي واحد من البرامج التي يجب أن تحقق نجاحًا يضمن أن تؤدي التقنيات الجديدة دورًا رئيسًا في خفض انبعاثات دول الاتحاد.. وعلامات تعثّره المبكرة تثير قلقًا نحو قدرة القارة على تحقيق أهدافها المناخية بحلول 2040”.
ومنذ انطلاقه قبل 4 سنوات، خصّص الصندوق 6 مليارات يورو (6.5 مليار دولار أميركي) لعدد من مشروعات التقنيات النظيفة، مثل مشروعات احتجاز الكربون في أكبر شركتين ملوثتين للبيئة في القارة، هما: صناعة الغاز الفرنسية العملاقة “إير ليكويد إس إيه” Air Liquide SA، والأسمنت السويسرية “هولسيم” Holcim.
(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا).
كما يدعم صندوق الابتكار الأوروبي مجهودات شركات نفط وغاز عملاقة مثل “شل” Shell ومشغّلة مرفق كهرباء ألمانيا “آر دبليو إي إيه جي” RWE AG في مجال إنتاج الهيدروجين، إضافة إلى أخرى في قطاعات الطاقة الشمسية وتقنيات الطاقة المتجددة وصناعة البطاريات.
إلّا أن الصندوق كان قد قدّم نحو 750 مليون يورو (810 مليون دولار أميركي) لمصنّعين، أعلن 50% منهم خططًا لإغلاق المشروعات أو تسريح الموظفين، أو حتى وقف المشروعات بالكامل، وفق لتحليلات “بلومبرغ غرين”.
مخاطر مرتفعة
قال المدير العام لشؤون المناخ في المفوضية الأوروبية كورت فاندنبرغ، إن الاتحاد الأوروبي يتوقع عدم نجاح بعض رهاناته، وصندوق الابتكار الأوروبي مخصص في الأنشطة الجديدة والمبتكرة للمستقبل، “ولا يعني ذلك بالضرورة نجاح كل المشروعات؛ لأن نسبة مخاطرها عالية”.
وأضاف أن الرهانات لا تعني بالضرورة خسارة مبالغ مالية كبيرة، وتابع قائلًا: “المشروعات تحصل على تمويل الصندوق عبر دفعات، ما يعني أنه مع علامات الفشل يتوقف هذا التمويل، ويمكن تحويله إلى مشروعات أخرى، كما أنه لا يحصل المشروع الذي لم يتخذ قرار الاستثمار النهائي على تمويل الصندوق.. لكن هذا الأمر يؤثّر سلبًا في الوقت الذي يمكن فيه تحقيق الاتحاد هدف الحياد الكربوني ويضعف تنافسيته إذا غادرت الشركات النشاط”.
وقالت نائبة الرئيس لأوروبا في “بريكثرو إنرجي” Breakthrough Energy، وهو اتحاد من المنظمات غير الربحية وصناديق رأس المال الاستثماري المدعومة من بيل غيتس الذي يستثمر في التقنيات الخضراء، آن متلر: “إن استثمار 40 مليار يورو على مدى 10 سنوات أمر مهم ومسيطر، لكن تدور تساؤلات عمّا إذا كان هذا سيغيّر قواعد اللعبة أم لا، أو سيكون كافيًا”.
كما يواجه دعم صندوق الابتكار الأوروبي مشكلات تُضعِف تأثيره بسبب قانون الحدّ من التضخم الأميركي، إضافة المنتجات الصينية الرخيصة، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكشف هذا الخطر الأميركي إعلان شركة “فرير باتري” Freyr Battery، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تقليص نفقاتها الاستثمارية في مشروعها بالنرويج “جيغا أركتيك Giga Arctic، لصالح نشاطها في الولايات المتحدة، بعد حصولها على دعم له من الصندوق بقيمة 100 مليون يورو (108 ملايين دولار أميركي).
ومن بين الشركات التي حصلت على مساندة كبيرة تبلغ قيمتها 200 مليون يورو (216 مليون دولار أميركي)، “ماير برغر تكنولوجي إيه جي” السويسرية” Meyer Burger Technology AG، والتي كانت تخطط لبناء مصنّعين لألواح الطاقة الشمسية في ألمانيا وإسبانيا. وأعلنت الشركة تصفية أعمالها في ألمانيا، تمهيدًا لبدء العمل في أميركا.
وبموجب القانون الأميركي، تضخ حكومة الرئيس جو بايدن حزمة دعم تُقدَّر بنحو نصف تريليون دولار لقطاع الطاقة النظيفة، وكان الرئيس قد وقّعه في شهر أغسطس/آب 2022.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..