ارتفع سعر الدولار أمام الجنيه المصري بشكل ملحوظ بنهاية تعاملات، اليوم الخميس، حيث تقترب العملة الأمريكية من تجاوز مستوى 51 جنيهًا في التعاملات الرسمية بالبنوك المصرية بالتزامن مع صدور تقرير حديث لوكالة فيتش سوليوشنز بشأن الاقتصاد المصري.
توقعات فيتش
خفضت شركة فيتش سوليوشنز تقديراتها لنمو الاقتصاد المصري خلال السنة المالية الحالية من 4.2% إلى 3.7%. جاء هذا التخفيض في ظل الأداء الأضعف من المتوقع في الربع الأخير من السنة المالية السابقة، واستمرار التراجع في حركة الملاحة بقناة السويس، إلى جانب تحديات جيوسياسية وضغوط اقتصادية داخلية مستمرة.
وفق التقرير الأخير الصادر عن الشركة، فإن التراجع الاقتصادي في الربع الأخير من السنة المالية المنتهية في 30 يونيو 2024 كان واضحًا، حيث انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 2.4% فقط، وهو أقل بكثير من التقديرات الحكومية الأولية التي بلغت 4%. عزت فيتش سوليوشنز هذا التراجع إلى عوامل رئيسية، أبرزها الانخفاض الكبير في حركة الملاحة بالبحر الأحمر نتيجة الصراعات الإقليمية، مما أثر بشكل مباشر على قناة السويس، التي تُعتبر مصدر دخل حيوي للاقتصاد المصري.
توقعات سعر الصرف والسياسات النقدية
أشارت فيتش سوليوشنز إلى استبعادها ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري إلى أكثر من 50 جنيهًا، مدفوعة بتحسن معنويات المستثمرين وتدخل السوق لضبط التحركات. وأكدت أهمية الحفاظ على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لدوره المحوري في تعزيز ثقة المستثمرين وإتاحة الوصول إلى التمويل الخارجي.
كما توقعت تسارع النمو الاقتصادي إلى 5.1% في السنة المالية 2026/2025، بدعم من عودة الملاحة إلى طبيعتها في البحر الأحمر، وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي، وانخفاض تكاليف الاقتراض. وعلى الرغم من أن فيتش سوليوشنز خفضت توقعاتها للتيسير النقدي خلال 2025 من 1200 نقطة أساس إلى 900 نقطة، فإنها تتوقع انخفاض معدل التضخم السنوي إلى 16% بحلول فبراير 2025، بفضل تأثير سنة الأساس.
رغم التحديات، أظهر قطاع السياحة أداءً مرنًا مع استقبال مصر 7.1 مليون سائح في النصف الأول من 2024، وهو مستوى مقارب لما تحقق في عام 2023. كما توقعت فيتش سوليوشنز نمو الصادرات غير النفطية، مستفيدة من انخفاض قيمة الجنيه، ما عزز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الدولية.
التحديات المتعلقة بالديون
ذكرت فيتش سوليوشنز أن مصر تواجه استحقاقات ديون تصل إلى 15 مليار دولار سنويًا خلال العامين المقبلين. ورجحت الشركة أن يتم تغطية هذه المدفوعات من خلال تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وإصدار ديون جديدة.
أشار التقرير أيضًا إلى توسع عجز الميزان التجاري نتيجة انخفاض إنتاج النفط والغاز في مصر بسبب تقادم الحقول، وتأخر الاستثمارات، وضعف الاكتشافات الجديدة. وأدت هذه العوامل إلى تقليص عائدات الصادرات وزيادة الاعتماد على واردات الطاقة لتلبية الاحتياجات الداخلية.
توقعت فيتش سوليوشنز تقلص عجز الحساب الجاري لمصر من 6.8% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2024/2023 إلى 4.8% في السنة المالية الحالية، ثم إلى 3.8% في السنة المالية 2026/2025. واعتبرت أن تعافي تدفقات تحويلات المصريين بالخارج سيسهم في تحسين هذا العجز، على الرغم من استمرار تراجع إيرادات قناة السويس واتساع الفجوة التجارية.
رغم المشكلات الاقتصادية الراهنة، أعربت فيتش سوليوشنز عن تفاؤلها بتحسن الأوضاع على المدى المتوسط. توقعت أن تسهم استعادة الاستقرار الجيوسياسي وانخفاض تكاليف الاقتراض في تعزيز جاذبية الاقتصاد المصري للمستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى دعم النشاط المحلي وتحقيق نمو مستدام في السنوات المقبلة.
الدولار اليوم أمام الجنيه المصري
سجل أعلى سعر رسمي للدولار اليوم في مصر لدى مصرف أبو ظبي الإسلامي، حيث وصل إلى مستوى 50.89 جنيه للشراء و50.98 جنيه للبيع.
وفي بنوك أخرى مثل البنك الأهلي المصري، أكبر بنك حكومي في مصر، وصل سعر الدولار إلى 50.85 جنيهًا للشراء، وسعر البيع عند 50.95 جنيهًا.
أما أكبر بنك قطاع خاص في مصر، البنك التجاري الدولي CIB، فقد سجل سعر الدولار 50.86 جنيهًا للشراء، وسعر البيع عند 50.96 جنيهًا.