تعرضت مصفاة نفط روسية لهجوم أوكراني جديد بطائرات دون طيار في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد (19 مايو/أيار 2024).
وسقطت 6 مسيرات على أرض مصفاة سلافيانسك بمنطقة كراسنودار جنوبي روسيا، ما تسبَّب في خروجها من الخدمة، دون سقوط ضحايا وإصابات.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نشبت النيران داخل مصفاة نفط روسية أخرى في توباسي على البحر الأسود بعد حريق يوم الجمعة الماضي 17 مايو/أيار.
وتستهدف أوكرانيا المصافي الروسية بهدف تحجيم قدرات موسكو الاقتصادية، وتقليل تدفّق إيرادات النفط التي تغذّي اقتصاد الحرب الروسي.
مصفاة سلافيانسك
تصل القدرة الإنتاجية لمصفاة سلافيانسك الخاصة إلى 4 ملايين طن سنويًا، وقدرة يومية تبلغ بنحو 800 ألف برميل.
وأعلن مدير الأمن إدوارد ترودنوف توقُّف العمل بالمصفاة بعد الهجوم بالمسيرات الأوكرانية، لإجراء الفحوصات وتقييم الأضرار، وما زال من غير المعلوم بعد موعد استئناف التشغيل.
وتعرضت المصفاة إلى هجمات أوكرانية في مارس/آذار وأبريل/نيسان من هذا العام، لكن المسيرات هذه المرة كانت أكبر والهجمات أيضًا؛ إذ استُعملت فيها كرات فولاذية، بحسب تقرير لوكالة تاس الروسية (tass).
ولم يُسجل نشوب حرائق بعد الهجوم الأوكراني الأخير، وقالت الخدمة الإخبارية لإدارة المنطقة: “لا شيء يحترق في مصفاة النفط”.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في وقت سابق إسقاط 57 مسيرة أوكرانية في منطقة كراسنودار على مدار الـ24 ساعة الماضية.
وشهدت روسيا ارتفاعًا في الهجمات الأوكرانية منذ فتح جبهة جديدة للحرب في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا مطلع الشهر الجاري.
استهداف مصفاة نفط روسية
أعلن مسؤولون محليون أن أوكرانيا شنّت هجمات ليلية مكثفة على منطقة بيلغورود، ما تسبَّب في مقتل شخصين، ونشوب حريق في مصفاة نفط روسية على البحر الأسود.
وأعلنت السلطات إخماد الحريق داخل مصفاة توابسي، لكن حجم الأضرار ما زال غير معلوم، بحسب تقرير لوكالة رويترز رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبلغ قدرة التكرير السنوية للمصفاة 12 مليون طن متري (87.5 مليون برميل سنويًا)، وتُنتج النافثا وزيت الوقود والديزل عالي الكبريت، وتصدّرها إلى تركيا والصين وماليزيا وسنغافورة.
(طن النفط الروسي= 7.3 برميلًا).
وخضعت المصفاة إلى عمليات إصلاح استمرت عدّة أشهر، وانتهت نهاية أبريل/نيسان، بعد نشوب حريق في يناير/كانون الثاني.
نتائج الهجمات الأوكرانية
قال تقرير، إن الإستراتيجية الأوكرانية لاستهداف مصافي النفط الروسية تؤتي ثمارها، وفعلت ما فشلت العقوبات الغربية في تحقيقه.
وانخفضت إيرادات الكرملين من إنتاج النفط، وتراجعت إمدادات الوقود إلى الجيش الروسي، وارتفعت الأسعار محليًا، من دون التأثير في أسواق النفط العالمية.
كانت الولايات المتحدة قد انتقدت الهجمات الأوكرانية على المصافي الروسي خشية ارتفاع أسعار النفط، ودعت كييف في المقابل إلى التركيز على الأهداف العسكرية التي لها تأثير مباشر في الحرب الدائرة حاليًا.
ومن جانبها، تقول أوكرانيا، إن استهداف المصافي الروسية سيؤدي لتراجع أسعار النفط؛ إذ سيجبر موسكو على تصدير المزيد من النفط بالنظر إلى محدودية قدرات التخزين، وهو ما سيزيد المعروض ويخفض الأسعار.
ومنذ بدء الهجمات، أصابت المسيرات الأوكرانية 20 هدفًا على الأقل للمصافي الروسية من دون تدميرها (بفضل عقلية الحرب الباردة)، ولكن تسببت في اندلاع حرائق وأوقفت العمل مع صعوبات في تنفيذ أعمال الإصلاح.
وانخفض إنتاج المشتقات النفطية الروسية بنسبة 14% خلال المدة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، بحسب ما جاء في تقرير لمنصة “إنتيلي نيوز” (IntelliNews).
ونتيجة لتراجع الإنتاج، تقلّصت الإمدادات للسكان وللصناعة والجيش، كما ارتفعت الأسعار، واضطرت موسكو إلى فرض حظر على صادرات البنزين لمدة 6 أشهر واستيراده من بيلاروسيا، كما طلبت من قازاخستان توفير 100 ألف برميل لحالات الطوارئ.
وقال عميد جامعة كييف للاقتصاد تيموفي ميلوفانوف، إن روسيا تصدّر المزيد من الخام، ووصلت صادراتها من المشتقات النفطية إلى انخفاضات شبه تاريخية.
وأوضح أن الصادرات في الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان فاقت 712 ألف طن من الديزل والمشتقات الأخرى، بانخفاض عن أكثر من 844 ألف طن على أساس سنوي.
وفي المقابل، ارتفعت صادرات النفط الخام بنسبة 9% من فبراير/شباط وحتى مارس/آذار، لتصل إلى أعلى مستوى في 9 أشهر، وثالث أعلى مستوى منذ دخول الحظر الأوروبي على النفط الروسي في ديسمبر/كانون الثاني (2022).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..