تتشكّل غالبية مزيج توليد الكهرباء في مصر من الوقود الأحفوري، رغم انخفاض حصته من أعلى مستوى مُسجل في عام 2017، وسط سعي البلاد إلى زيادة نسبة الطاقة النظيفة.
وتستهدف مصر -رسميًا- رفع نسبة الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030، مع اعتزام البلاد تحديث المستهدف ورفع النسبة إلى 60%، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).
ومع اعتماد محطات الكهرباء في مصر على الغاز وارتفاع حصته بالمزيج لأعلى مستوى منذ 2020، تواجه البلاد أزمة كبيرة في توفيره، مع تراجع الإنتاج المحلي؛ الأمر الذي يدفعها إلى وقف تصدير الغاز المسال خلال أشهر الصيف، وتطبيقها خطة لتخفيف الأحمال.
ويشار إلى أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تراجع إلى 59.285 مليار متر مكعب في 2023، مقابل 66.96 مليار متر مكعب خلال عام 2022؛ ليفقد نحو 7.675 مليار متر مكعب على أساس سنوي.
الغاز أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في مصر
ارتفعت حصة الوقود الأحفوري (النفط والغاز) بمزيج توليد الكهرباء في مصر خلال العام الماضي إلى 88.21% بحجم توليد 177.29 تيراواط/ساعة، بعد تراجعها في عام 2022 إلى 88.07% من إجمالي المزيج بحجم 176.88 تيراواط/ساعة.
ورغم الارتفاع المسجل العام الماضي، ما زالت حصة الوقود الأحفوري من إجمالي المزيج أقل من أعلى نسبة سُجِّلَت في عام 2017 بلغت 91.97%، وفقًا لبيانات جمعتها وحدة أبحاث الطاقة من مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).
والغاز الطبيعي هو أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في مصر بحصة بلغت 83.86% بكمية توليد 168.54 تيراواط/ساعة، خلال العام الماضي، مقابل 79.3%، بحجم 159.29 تيراواط/ساعة في عام 2022، لتكون أعلى حصة مسجلة لهذا الوقود عام 2020 حينما سجّلت 84.08%، لكنها ظلت أقل من المستوى القياسي المسجل عام 2019، عند 85.63%.
ويتماشى ذلك مع أرقام صادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)، أن استهلاك مصر من الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء والتدفئة ارتفع، خلال العام الماضي، إلى 35.157 مليار متر مكعب، مقابل 34.67 مليار متر مكعب في 2022.
وفي المقابل، تراجعت الكهرباء المولّدة عبر مصادر الوقود الأحفوري الأخرى، خلال العام الماضي، إلى 8.75 تيراواط/ساعة بنسبة بلغت 4.35% من مزيج توليد الكهرباء في مصر، مقابل حجم توليد بلغ 17.59 تيراواط/ساعة بنسبة 8.76% من إجمالي المزيج خلال عام 2022.
الطاقة النظيفة في مزيج توليد الكهرباء
تراجعت حصة الطاقة النظيفة التي تشمل الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية بمزيج توليد الكهرباء في مصر خلال العام الماضي إلى 11.79% بكمية بلغت 23.69 تيراواط/ساعة، مقابل نسبة 11.93% بكمية إنتاج 23.97 تيراواط/ساعة.
وكانت حصة الطاقة النظيفة قد سجّلت أعلى نسبة لها في مزيج توليد الكهرباء بلغت 12.37% في عام 2020، بدعم صعود واضح في إنتاج المصادر المتجددة خلال ذلك العام.
وبعد تسجيلها في عام 2022 أعلى نسبة على الإطلاق بلغت 5.06% من الإجمالي، تراجعت حصة الطاقة الشمسية والرياح معًا بمزيج توليد الكهرباء في مصر خلال العام الماضي إلى نسبة 4.88%.
وبلغ حجم الكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية والرياح، العام الماضي، نحو 9.81 تيراواط/ساعة، مقسمة ما بين 5.14 تيراواط/ساعة مولّدة من طاقة الرياح بنسبة 2.56% من إجمالي المزيج، و4.67 تيراواط/ساعة من الطاقة الشمسية بنسبة 2.32%.
وتظهر البيانات أن كمية الكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية العام الماضي تُعَد متراجعة مقارنة بالكمية المولدة في عام 2022 والبالغة 5.03 تيراواط/ساعة بنسبة 2.5% من إجمالي مزيج توليد الكهرباء في مصر، مقابل استقرار سنوي شهدته طاقة الرياح.
وعلى صعيد الطاقة الكهرومائية، ارتفعت الكهرباء المولدة منها، خلال العام الماضي، إلى 13.88 تيراواط/ساعة بنسبة 6.91% من إجمالي مزيج توليد الكهرباء في مصر، مقابل حجم 13.8 تيراواط/ساعة بنسبة 6.87% من إجمالي المزيج.
وتستهدف مصر بالشراكة مع القطاع الخاص، استثمار نحو 10 مليارات دولار لتدشين مشروعات طاقة متجددة بقدرة 10 غيغاواط خلال المدة من 2023 إلى 2028، وفي مقابل ذلك إيقاف تشغيل 12 محطة تعمل بالطاقة الحرارية بقدرة 5 غيغاواط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..