وسط الحاجة إلى دعم موثوقية شبكات الكهرباء لديها، تتطلع دول جنوب شرق أوروبا إلى تطورات مهمة في استثمارات تخزين الطاقة وتوفير الدعم المالي والتغلب على التحديات التنظيمية.
وحسب تقرير حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توجد فرص هائلة أمام استثمارات تخزين الطاقة، في تلك المنطقة، مع ارتفاع الطلب الموسمي والحاجة إلى المرونة وخدمات شبكة الكهرباء.
في منتدى بلغراد للطاقة 2024، قال ممثلو المطورين والمشغّلين الرؤساء في جنوب شرق أوروبا، إن هناك أغراضًا متنوعة ومتكاملة لتسهيل التحول الأخضر.
بدوره، فإن الاتحاد الأوروبي عازم على تسريع وتيرة تطوير أسواق تخزين الطاقة من خلال تقديم إعانات مالية وافرة.
تخزين الطاقة في جنوب شرق أوروبا
تُعدّ سخانات المياه والمكثفات الضخمة الموجودة تحت الأرض في محطات النقل الفرعية الرئيسة مؤهلة للعمل بصفة بطاريات، حسبما نشره موقع بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News) المتخصص بأخبار الطاقة المستدامة والاقتصاد الأخضر.
وأصبحت هذه التقنيات ضرورية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء، لأن الرياح والشمس، أو ما يسمى بمصادر الطاقة التي تعتمد على الطقس، لا يمكن التنبؤ بهما إلى حدّ كبير.
واتفق المستثمرون والأعضاء الآخرون من ذوي الخلفيات والخبرات المختلفة في لجنة معنية بالبطاريات بمنتدى بلغراد للطاقة على أن هناك تقدمًا من حيث التشريعات والتكاليف والتمويل.
وأدار النقاش بشأن تخزين الطاقة في دول جنوب شرق أوروبا كبير المحللين لدى مركز أبحاث الطاقة أورورا إنرجي ريسيرتش Aurora Energy Research (مقرّه المملكة المتحدة)، بانوس كيفالاس.
ومن وجهة نظره، وبدعم من المشاركين الآخرين، فإن الاستقرار والقدرة على التنبؤ أمران مهمان لتثبيت الأصول التجارية والمدعومة على حدّ سواء.
وأشار كيفالاس إلى أن السلطات بحاجة إلى مساعدة المستثمرين على أن يصبحوا أكثر ثقة في تدفقات الإيرادات، لتقديم دراسة جدوى.
وسلّط الضوء على دور العقود طويلة الأجل أو تقييم المخاطر الأكثر دقة لتحقيق التوازن في السوق، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال كيفالاس: إنه “قبل عام واحد، كان تمويل البطاريات ما يزال أمرًا محظورًا، لكن العديد من البنوك الآن حريصة على استغلال الفرصة”.
وأضاف: “لا تستطيع أنظمة الكهرباء الحالية التعامل إلّا مع كمية محددة من مصادر الطاقة المتجددة، قبل إجراء تغييرات كبيرة في طريقة عملها، سواء من الناحية الفنية أو من حيث تصميم سوق الكهرباء”.
وأكد أن تخزين الطاقة سيكون إحدى الركائز لتحقيق جميع سياسات إزالة الكربون هذه.
وأوضح أن قطاع تخزين الطاقة بدأ للتو في غرب البلقان، وبالنظر إلى إزالة الكربون على جدول الأعمال، فإن أنواع التحديات التي تواجهها الأسواق الأكثر نضجًا على وشك الظهور.
الوضوح بشأن الإعانات
يرى مدير شركة جانوم إنرجي آند باتري Janom Energy and Battery السلوفاكية، ماتيج شانتا، أن شركته مستثمر متوسط الحجم في الأسهم الخاصة، وحثّ على سَنّ تشريعات مستقرة يمكن التنبؤ بها وإتاحة الوصول إلى الشبكة.
وقال شانتا: إنه “إلى جانب قوانين الطاقة المطلوبة، يجب أن توفر اللوائح الداخلية مبادئ توجيهية واضحة للهيئات التنظيمية لتبنّي تقنيات جديدة”.
وأكد أن البطاريات وأنظمة التخزين الأخرى تعتمد كثيرًا على التوجيهات الخاصة بعملية الترخيص، بما في ذلك الربط بالشبكة.
أمّا بالنسبة لظهور أسواق التخزين، فقد سلّط ممثل شركة جانوم إنفستمنتس Janom Investments الضوء على دور إشارات التسعير الشفافة، التي تحتاج إليها الشركات لحساب عوائد المشروع.
في المقابل، تفضل شركة جانوم تشريعات واضحة يمكن التنبؤ بها بشأن الإعانات، لأنها تسمح لها بتقييم مخاطر دخول السوق، وفقًا لشانتا.
تنويع أنظمة التخزين
قالت الرئيسة المديرة التنفيذية لشركة فاريا رينيوابلز Faria Renewables اليونانية، تاليا فالكوما، إن التركيز يجب أن ينصبّ على تنويع أنظمة التخزين بحيث تغطي التقنيات المختلفة جميع الاستعمالات، حسبما نشره موقع بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News).
وأوضحت أن النقاط الرئيسة الأخرى تتمثل في إطالة عمر هذه الأنظمة واستدامتها البيئية، على حدّ تعبيرها.
وأشارت فالكوما، التي تستثمر شركتها في تطوير المشروعات في اليونان ودول أخرى، إلى أن الإنفاق الرأسمالي على أنظمة تخزين طاقة البطاريات ينخفض بسرعة.
وكانت شركة فاريا رينيوابلز أحد الفائزين بمزاد البطاريات الثاني في اليونان، ولديها هدف إستراتيجي يزيد عن 5 غيغاواط.
وأضافت فالكوما: “نعتقد أن التخزين هو أحد الأشياء الكبيرة المقبلة في قطاع الطاقة”.
وقالت، إن توسيع الشبكة والتخزين لا يتناسب مع الاستثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فهو يؤدي إلى انقطاعات متزايدة باستمرار، وخصوصًا في اليونان، ما يزيد من مخاطر الاستثمار.
وحذّرت من أن انخفاض الاستثمارات في الطاقة المتجددة سيتسبّب في مشكلات عديدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..