اقرأ في هذا المقال

  • أخبرت سيمنس إنرجي العملاء بخططها لإنتاج أكبر توربين رياح نهاية العقد الحالي
  • يمتلك توربين الرياح الذي تخطط سيمنس لبنائه سعة تصل إلى 21 ميغاواط
  • تغرق الشركة في دوامة عميقة منذ أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني (2023) خسائر فادحة
  • عانت سيمنس جاميسا معضلات تقنية طويلة الأمد مع توربينات الرياح البرية
  • زاد صافي أرباح سيمنس إنرجي إلى 1.7 مليار دولار أميركي

تراهن عملاقة تقنيات الطاقة الألمانية سيمنس إنرجي (Siemens Energy) على أكبر توربين رياح في العودة بقوة لاعتلاء عرش صناعة التوربينات العالمية التي هيمنت عليها الشركات الصينية طوال السنوات الأخيرة.

ولدى توربين الرياح، الذي تستهدف سيمنس إنرجي طرحه، القدرة على إنتاج قرابة 21 ميغاواط من طاقة الرياح، متفوقةً بذلك على أكبر توربينات رياح يطرحها منافسون صينيون.

وتغرق سيمنس في دوامة عميقة منذ أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني (2023) تكبدها خسائر فادحة قُدرت بنحو 4.59 مليار يورو (5 مليارات دولار) خلال العام المالي (2022-2023)، بسبب تداعيات أزمة عيوب توربينات الرياح التي تصنعها ذراعها المتخصصة في إنتاج توربينات الرياح البرية سيمنس جاميسا (Siemens Gamesa).

(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)

وعانت سيمنس جاميسا مشكلات تقنية طويلة الأمد مع توربينات الرياح البرية، التي تكلف إصلاحها مبالغ طائلة، وأقرت الشركة بأنها تعرّضت لانتكاسة حادة، وأن أعمالها الخاصة بالرياح ما زالت تمثّل تحديًا صعبًا، انتهت بخسارة صافية في عام 2023، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

أكبر توربين رياح

كشفت سيمنس إنرجي لعملائها النقاب عن خطط لإنتاج أكبر توربين رياح نهاية العقد الحالي (2030)، في حين تسعى الشركة للحفاظ على موقعها الريادي في واحدة من أكبر قطاعات الطاقة سريعة النمو، وفق ما نشرته بلومبرغ (Bloomberg).

وسيزيد توربين الرياح المخطط بناؤه بوساطة سيمنس في سعته بنحو 40% عن توربين الرياح الحالي الذي تطرحه الشركة في الوقت الراهن، والذي يُعد الأكبر في تاريخها -على الإطلاق- بشفرات طولها 115 مترًا (377 قدمًا).

ومن الممكن أن يشعل إعلان بناء أكبر توربين رياح بوساطة سيمنس إنرجي -مجددًا- السباق بين مطوري توربينات الرياح الغربيين، لإعادة طرح توربينات أكبر حجمًا، وهي المسألة التي ظلت معطلة في الوقت الذي مُنيت فيه الصناعة بخسائر فادحة خلال السنوات الأخيرة.

شعار شركة سيمنس على أحد مقارها – الصورة من موقعها الرسمي

انتكاسة سيمنس جاميسا

ظلت سيمنس جاميسا تعاني انتكاسة نتيجة اختناق سلسلة الإمدادات والتكاليف المرتفعة ومشكلات الجودة.

ودفعت تلك الأزمة التي أعلنتها سيمنس إنرجي في يونيو/حزيران (2023) الشركة الألمانية إلى مراجعة إستراتيجيتها في أعمال مجال طاقة الرياح.

ويأتي الكثير من الاضطرابات التي تعانيها سيمنس إنرجي من قطاعها البري، في حين واصلت الشركة دورها بصفتها أكبر مورد لتوربينات الرياح البحرية خارج البر الرئيس للصين.

وفي العام الماضي (2023) منح الاتحاد الأوروبي ما قيمته 30 مليون يورو (32 مليون دولار) إلى سيمنس جاميسا، لاختبار ما قالت إنه نموذج أولي من أكبر توربين رياح في مركز أوستيريلد الوطني لاختبارات توربينات الرياح الواقع في غرب شبه جزيرة يوتلاند الدنماركية.

غير أن تلك المنحة لم تشمل أي تفاصيل تتعلق بحجم توربين الرياح المذكور أو حتى توقيت طرحه في الأسواق.

وقالت سيمنس إنرجي: “لن نقرر إذا كنا سنُركّب توربين رياح جديدًا في مشروع تجاري إلا بعد اختباره فعليًا”، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تحديات قائمة

تواجه سيمنس إنرجي منافسة متزايدة من منافستها الدنماركية فيستاس (Vestas)، التي عزّزت تركيزها على سوق الرياح البحرية بعدما قررت شراء شريكتها في المشروع المشترك في عام 2020.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيستاس هنريك أندرسون، إن توربينات الرياح باتت كبيرة جدًا -الآن- لدرجة أن بعضها يعادل حجم ناطحات السحاب.

وبينما تدافعت الشركات في السابق لطرح طرازات جديدة في أسرع وقت ممكن، تباطأت سيمنس إنرجي ومنافسوها في تلك المساعي، وحققت أرباحًا أكثر من إصداراتها الحالية.

لكن إعلان الشركة طرح أكبر توربين رياح يعكس تحولًا كبيرًا في سوق الرياح العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

غير أن القضايا التي أثيرت في الآونة الأخيرة بشأن الجودة والمصداقية في الصناعة من الممكن أن تمثل اختبارًا لشهية العملاء.

وكان مزاد طاقة رياح بحرية عُقد مؤخرًا في نيويورك قد فشل، لأن شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا (GE Vernova) قالت إنها لن تكون قادرة على تسليم توربين جديد أكبر حجمًا كان مقدمو العطاءات يخططون لشرائه.

توربين رياح من إنتاج سيمنس جاميسا
توربين رياح من إنتاج سيمنس جاميسا – الصورة من موقع الشركة

نتائج الأعمال تتحسّن

عادت نتائج أعمال سيمنس إنرجي بقوة لتسجيل الأرباح خلال الربع الأول من السنة المالية (2023-2024)، مدعومة -أساسًا- بالزيادة في الطلبات ومكاسب مالية مفاجئة، نظير بيع حصة في إحدى شركاتها بالهند.

وزاد صافي أرباح سيمنس إنرجي إلى 1.58 مليار يورو (1.7 مليار دولار أميركي)، وفق ما ورد في بيان نتائج أعمالها خلال الربع الأول الذي يبدأ من 1 أكتوبر/تشرين الأول إلى 31 ديسمبر/كانون الأول، كما قالت عملاقة الطاقة المتجددة.

وبحسب سيمنس إنرجي، لاقى تطوير أعمال الشركة دعمًا من استمرار توجهات سوق الطاقة المواتية، والنمو القوي للطلبات.

وقفزت الطلبات بنسبة 23.9% على أساس سنوي لتصل إلى 15.4 مليار يورو (16.5 مليار دولار أميركي) -باستثناء تحويل العملات وتأثيرات المحافظ- وفق ما جاء في بيان صحفي نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني الرسمي.

ونمت إيرادات الشركة بنسبة 12.6% على أساس سنوي إلى 7.6 مليار يورو (8.2 مليار دولار أميركي)، وأسهمت القطاعات كافة في نمو أعمال الشركة الألمانية، لكن قطاع “تقنيات الشبكة” كان أقوى بصورة خاصة.

كما تعززت أرباح سيمنس إنرجي الفصلية قبل احتساب الضرائب والفوائد بصورة كبيرة إلى 208 ملايين يورو (223 مليون دولار أميركي)، قياسًا بخسائر تكبدتها في عام 2023 بـ282 مليون يورو نتيجة لأزمة الرسوم الناتجة عن عيوب توربينات الرياح التي تنتجها شركة سيمنس جاميسا.

ظروف مواتية للصين

تعاني الشركات الغربية قيود السياسات التي استحدثها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا، لإجبارها على إعطاء أولوية للأسواق المحلية، مع تحفيزات قد تُعين الشركات على تحقيق هوامش أرباح أفضل وميزة تنافسية عالية.

وتمثّل هذه الظروف المواتية فرصة ذهبية لشركات تصنيع المعدات الأصلية الصينية، لتعزيز حصتها في الأسواق العالمية خارج الصين، بحسب تقديرات شركة أبحاث وود ماكنزي.

ومن المتوقع أن تستغل الشركات الصينية وضعها المالي القوي وسلسلة الإمدادات المحلية الواسعة في تحدي الشركات الغربية، خصوصًا في الأسواق الناشئة.

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.