قررت السلطات المعنية إغلاق محطة للتزوّد بوقود الهيدروجين في ألمانيا، بعدما اندلع حريق إثر انفجار وقع بها.
ولم تفصح الجهات المسؤولة عن موعد محتمل لاستئناف التشغيل، ما أثار جدلًا واسع النطاق خاصة أن المحطة تُعد من أحدث منشآت الوقود النظيف في البلاد.
ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) قدّمت الحكومة الألمانية دعمًا ماليًا إلى المحطة، في إطار توجه أكبر الاقتصادات الأوروبية للتخلي عن الغاز الروسي بتوسعة الاعتماد على الطاقة النظيفة.
وقررت دول أوروبية عدة تغيير دفة مصادر الطاقة لديها تجاه الطاقة المتجددة والنظيفة، بعدما كشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن أن تنوع الطاقة أولوية مُلحّة لضمان أمن الإمدادات.
تفاصيل الحادث
كانت المعلومات حول انفجار محطة للتزود بوقود الهيدروجين في ألمانيا محدودة للغاية حتى توقيت كتابة هذا التقرير، سواء حول أسباب الانفجار وإذا ما كانت متعلقة بمشكلات تقنية أم لا، أو فيما يتعلق بحجم الأضرار الناجمة عن نشوب الحريق.
وطبقًا للمعلومات المتاحة، فإن الفرق المحلية المعنية بإطفاء الحرائق استعملت المياه للسيطرة على حريق المحطة، الواقعة في مدينة غرشتهوفن بولاية بافاريا.
وأسفر الانفجار والحريق، اللذان لحقا بمحطة للتزود بوقود الهيدروجين جنوب ألمانيا، عن أضرار بالغة لم يُفصح رسميًا عن حجمها بعد.
جدير بالذكر أن محطة وقود الهيدروجين كانت قد افتُتحت للجمهور قبل أسبوع واحد فقط، وتوفر الخدمات وإمدادات الوقود النظيف في موقع مخصص لأعمال الشحن يتبع هيئة النقل بمدينة أوغسبورغ، يضم عددًا كبيرًا من شركات الشحن.
وتؤول ملكية المحطة إلى شركة تايتشكا هيدروجين (Tyczka Hydrogen) المحلية في ألمانيا، وتُعد أول مشروعات محطات الوقود الهيدروجينية للشركة.
طموحات ألمانيا
عوّلت ألمانيا على محطة وقود الهيدروجين لتلبية جانب من أهدافها، وفي سبيل ذلك قدمت حكومة برلين دعمًا ماليًا لها بنحو مليوني يورو (بما يعادل 2.136 مليون دولار أميركي)، وفق ما نقله موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).
(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)
ومع إغلاق المحطة موعدًا غير محدد بات مصير مشروع الشركة المسؤولة غير معلوم، في الوقت الذي تكافح فيه برلين لبناء شبكة خطوط هيدروجينية متكاملة بتكلفة إجمالية تصل إلى 20 مليار يورو (21.36 مليار دولار أميركي).
وقبل أيام قليلة، حصل مشروع شبكة الهيدروجين الألمانية الطموح على دعم أوروبي بنحو 3 مليارات يورو (3.2 مليار دولار أميركي)، مع تمديد مرحلة بناء المشروع حتى عام 2037.
ويصل طول خطوط الشبكة لما يزيد على 9 آلاف و700 كيلومتر، وتهدف بصورة رئيسة إلى توصيل إمدادات الوقود النظيف إلى مواقع صناعية تستهلك الطاقة بكثافة.
وتخطط الحكومة الألمانية -بالتعاون مع مطوري الشبكة من القطاع الخاص- لتحميل المستهلك تكلفة الاستثمار في الشبكة، عبر تحميل مخصصات الإنفاق على الفواتير للسداد حتى عام 2055.
خطوات مرتبكة
مطلع مايو/أيّار 2024، وقبيل حادث انفجار واحتراق محطة للتزود بوقود الهيدروجين في ألمانيا، قررت برلين وقف خطط كانت تهدف إلى بناء مشروعات طموحة، لتحويل طاقة الرياح البحرية إلى هيدروجين أخضر.
وخطّطت شركة “آر دبليو إي” الألمانية لتركيب توربينات رياح بحرية في بحر الشمال، بقدرة 10 غيغاواط، لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2035.
في الوقت ذاته، ظهرت دراسات وتقارير تشكك في جدوى إنتاج الكهرباء من الهيدروجين في ألمانيا، مع إعلان برلين عزمها التوسع في بناء ما يزيد على 20 محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي بعد الانتهاء منها، غير أنها مؤهلة لحرق الهيدروجين مستقبلًا.
وخرجت عن مدير وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، تصريحات صادمة في فبراير/شباط من العام الجاري، إذ إن تفاؤل ألمانيا حيال الهيدروجين الأخضر غير واقعي خاصة في ظل توقعات ارتفاع تكلفة مصادر الوقود النظيف.
وقبل عام (في مايو/أيّار 2023)، خاضت ألمانيا تجربة فريدة بإعلان تشغيل أول محطة لتزويد المركبات الثقيلة بوقود الهيدروجين الأخضر نهاية العام ذاته، بما يوفر إمدادات الوقود لمركبات نقل الضائع والحافلات ومركبات نقل القمامة والشاحنات الصغيرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..